السلآم عليكم
اخباركم.....
نبدأ
موقع المدينة
****الموقع قديماً*****
تذكر المصادر التاريخية أن المدينة المنورة (يثرب) سابقاً، أسست أول الأمر في منطقة تجري إليها مجموعة من الأودية تنتهي إلى مجرى واحد، وهي في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي، وتبعد عنه حوالي 5 كم . وبسبب كثرة المياه هناك ، وتحولها إلى سبخات تتجمع حولها الهوام ، استوخمها سكانها فيما بعد، فتحولوا عنها إلى منطقة (زهرة)، وهي جنوبي المسجد النبوي حالياً، مابين قربان وقباء، ومع تزايد عدد السكان امتدت رقعة المكان إلى بطحان، وإلى مذينيب شرقاً وأطراف رانوناء شمالاً.
ومن القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، بدأت دفعات من اليهود تتقاطر إليها وتستوطن مواقع غير متباعدة على أطراف الوديان، وتترس بعضهم بتلال الحرة الغربية، وتقول بعض الروايات : إنهم نزلوا في غير هذه المواقع بداية، ولكن تحولوا إليها فيما بعد، إذ استقر بنو قريظة في وداي مهزور، وبنو النضير في وادي بطحان، وبنو قينقاع في الوسط ، ولما وفد الأوس والخزرج نزلوا أطراف حرة واقم، وامتدوا غرباً إلى بطحان وإلى حرة الوبرة، على شكل مجموعات متقاربة حيناً ومتباعدة حيناً آخر.
وعندما وصل المسلمون المهاجرون من مكة، نزلوا في بيوت إخوانهم الأنصار (الأوس والخزرج) أول الأمر، ثم بنوا مساكن لهم حول المسجد النبوي، الذي توسط المنطقة العمرانية السابقة تقريباً، ثم في مناطق أخرى بين أحياء الأنصار، ثم آلت إليهم بعض مساكن اليهود الذين تخلصت المدينة منهم، وبذلك أخذت المدينة موقعها النهائي قديماً.
وخلال العصور اللاحقة وإلى يومنا هذا تقلص حجم المدينة، واتسع مراراً، ولكن وجود المسجد النبوي فيها جعل موقعها ثابتاً، وجعل الأحياء والمساكن تتوزع حوله في حلقات متوالية، وفي الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي: جبل عير جنوباً، وجبل ثور شمالاً.
***الموقع حالياً***
تقع المدينة المنورة وسط الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وتحدد بخطوط الطول والعرض كما يلي:
خط الطول 36 , 39ْ تسع وثلاثون درجة وستة وثلاثون جزءاً من الدرجة.
خط العرض 28 , 24ْ أربع وعشرون درجة وثمانية وعشرون جزءاً من الدرجة.
وترتفع عن سطح البحر 625 متراً تقريباً، وتبعد عن مكة المكرمة 430 كم شمالاً نقريباً، كما تبعد عن شاطئ البحر بخط مستقيم 150 كم، وأقرب الموانئ لها ميناء ينبع البحر، الذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها، ويبعد عنها 220 كم، وتبعد عن عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض 980 كم.
المساحة قديماً وحديثاً
***** المســاحة قــديماً *****
تختلف مساحة المدينة المنورة، وبخاصة العمرانية من عصر إلى آخر، باختلاف عدد قاطنيها، ولم تسعفنا المصادر بأرقام دقيقة عن مساحتها في تلك العصور، ولكن من خلال الأخبار الواردة في المصادر القديمة؛ يمكن أن نقدر مساحة المدينة يومها بعدد محدود من الأكيال المربعة. والمعتقد أن مساحة المدينة عند تأسيسها؛ كانت لا تتجاوز كيلو مترات مربعة قليلة، تجمع فيها الوافدون الأوائل، وبنوا أكواخهم وبيوتهم البسيطة متلاصقة أو متقاربة ليحموا أنفسهم من الوحوش والغزاة، ومع ازدياد عدد السكان بنيت أكواخ جديدة، واتسعت المساحة، وكانت المنطقة التي أسست فيها (يثرب) سهلية، تنتشر فيها الأودية، والينابيع، وتكسوها الخضرة، والأشجار غير الكثيفة، ومن اليسير توسيع رقعة العمران؛ ومع وفود قبائل أخرى من داخل الجزيرة العربية ومن خارجها؛ (القبائل العربية من البوادي واليهود من فلسطين والأوس والخزرج من اليمن)، تضاعفت المساحة العمرانية أضعافاً عدة، وتوزعت متباعدة حيناً ومتقاربة حيناً آخر، وانتشرت بين المزارع، والأودية، والسهول، فامتدت من جبل أحد شمالاً، إلى الحرة الشرقية شرقاً، ووادي العقيق غرباً، وقباء جنوباً، وتقدر هذه المساحة بدائرة قطرها 8 كلم تقريباً، تغطيها مناطق واسعة من المزارع، والأراضي البيضاء والجبال، والتلال، والأودية.
ـ وفي (العهد النبوي) ظهرت مجموعة عمرانية وسط هذه التجمعات السكنية، وأصبح المسجد النبوي مركزالمدينة، وازدحم العمران حوله، ثم انتشر في الفراغات الواسعة بين الأحياء.
ـ وفي (العهد الأموي) ظهر حي كبير على امتداد وادي العقيق، فيه قصور وأبنية تتخللها حدائق جميلة، وامتد العمران بين المسجد وقباء.
ـ وفي (العهد العباسي) أخذت المساحة بالتقلص منذ منتصف القرن الثالث في دائرة لا يزيد قطرها عن كيلين من الأرض، وبني حول العمران سور طيني بسبب اضطراب الأمن وكثرة الفتن، وقد جدد السور نفسه بعد قرن من الزمن دون زيادة.
ـ وفي منتصف القرن الهجري السادس تضاعف العمران، وبني سور آخر امتد غرباً أكثر من ضعف السور السابق، وهذا يدل على أن الكتلة السكنية حول المسجد النبوي قد اتسعت، وأن العمران في المناطق البعيدة تضاءل، وتحولت تلك المناطق إلى قرى مستقلة وخاصة قباء.
ـ وتغيرت المساحة بعد ذلك امتداداً حيناً وتقلصاً حيناً آخر حسب الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وظهرت مساكن خلف السور، وجدد السور في العهد العثماني، وبلغت المدينة أقصى اتساع لها في أواخر العهد العثماني، عندما وصل إليها الخط الحديدي الحجازي، وانتشرالعمران في محيطها الواسع السابق، أي في دائرة قطرها 8 كم تقريباً.
المســـاحة حــالـــياً
وضعت أمانة المدينة المنورة مخططاً حددت فيه المنطقة العمرانية، ضمن ثلاث دوائر متوالية وغير منتظمة، ويبلغ قطرها في أقصى اتساعها 30 كم تقريباً، وهذا يعني أن المساحة النظرية للمدينة المنورة تبلغ 589 كم2 تقريباً، منها 293 كم2 تشغلها مناطق العمران، وتمتد فيها الأحياء، والبقية 296 كم2 تشغلها الجبال، والأودية، ومجاري السيول، والمقابر، والحدائق العامة، وشبكة الطـرق السريعـة، والخدمات الأخرى.
السكان
***** الســكان قديمــاً *****
تذ كر المصا در التا ريخية أن أول من سكن المدينة مجموعة من أحفا د نوح عليه السلام، في الجيل السا دس أو الثا من، (من العماليق أو قبيلة عبيل)، يقودهم رجل اسمه (يثرب)، نزلت في منطقة خصبة، كثيرة المياه، تحضنها جبا ل منيعة. ولانعرف شيئاً عن عددهم، وربما كان لايتجاوز العشرات أو المئات القليلة. ثم تزايدت أعدادهم على مر السنين. ووفدت إليهم مجموعات أخرى جا ورتهم. وعندما شرّد الملك البابلي (بختنصر) اليهود، وصلت أعداد منهم إلى (يثرب)، وتبعتهم مجموعا ت وقبا ئل كا ملة في فترات متوالية من تشريدهم، آخرها في القرن الأول الميلادي. وأهم تلك القبائل: بنو النضير، وبنو قريظة، وبنو قينقاع. وقد استوطنت هذه القبا ئل في منا طق متجاورة غير بعيدة عن اليثربيين، وكان لكل قبيلة تجمع خا ص بها، بعد ذلك وفدت قبائل الأوس والخزرج قاد مة من اليمن، وتوزعت في بقية المنطقة، فكبرت (يثرب)، وصا ر سكانها مجموعات منوعة من النا س متوزعة بين المزارع وعلى ضفاف الأود ية قرب الينابيع القديمة. وحدث تزاوج وتما زج محدود بين القبا ئل، وكان نادراً بين اليهود وغير اليهود، كما حصلت حروب طاحنة بينهم آخرها الحروب الطويلة بين الأوس والخزرج.
ـ ويقدر عدد السكان في آخر فترة قبل الإسلام ما بين 12 ـ 15 ألف نسمة على امتداد المنطقة. ولما ها جرالمسلمون الأوائل من مكة إلى المدينة تغيرت المعا دلة السكا نية، ومرت بمراحل مد وجزر، إذ وفدت إليها مجموعا ت قبلية، و أفراد من مكة والبادية، وكان صلى الله عليه وسلم أجلى عنها من بقي من اليهود، ويقد ر عد د سكا نها أيام وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثين ألفاً.
ـ وخلال العهد الراشدي خرجت مجموعا ت كبيرة إلى حروب الردة والفتوحا ت،استشهد كثيرون منهم، وأقام آخرون في المجتمعات الإسلامية الجديدة في الشام والعراق ومصر، مما أنقص عدد السكان عدة آلاف.
ـ وفي العهد الأموي عُمّرت أحياء جديدة؛ لاستيعاب الأعداد الوا فدة التي سا وت أعداد قا طني المدينة، أواخر العهد النبوي أو يزيد قليلاً، ولا نملك إحصاءات دقيقة.
ـ وفي العهد العباسي بدأ عد د السكان يتنا قص تد ريجياً، إذ يقد ر وقتها بثلاثة آلاف تقريباً، كما يستدل من السور الذي بني حول المدينة في منتصف القرن الثا لث الهجري، والسور الذي بني في القرن الرابع، وكان ذلك الضمور نتيجة كثرة الفتن، واضطراب الأحوال الأمنية، والفتن الكثيرة التي ظهرت، وسوء الأحوال الاقتصا دية يومها.
ـ وفي القرن السادس ازداد عد د السكان، ولم تعد تتسع لهم المنطقة المحصورة داخل السور، وبنى لهم نور الدين زنكي عام 558 هـ سوراً ثانياً طوله أكثر من ضعف السور الأول، مما يدل على أن عدد السكان قد زاد على ستة آلاف نسمة.
ـ وبعد ذلك تقلب عدد سكان المدينة بين زيادة ونقص، تبعاً للأحوال الأمنية والاقتصا دية، ولكنه هبط في أوائل القرن العاشر إلى ثلاثة آلاف تقريباً، ثم ازداد في العهد العثماني، ووصل في القرن الثالث عشر إلى عشرين ألف نسمة تقريباً.
ـ وفي القرن الرابع عشر الهجري، ازدهرت المد ينة عندما وصلها الخط الحديدي الحجازي، ووصل عدد سكانها إلى ثما نين ألفاً، لكنه عاد وانخفض انخفا ضاً حاداً، عند ما قا مت الحرب العا لمية الأولى، وأجبر معظم أهل المدينة على الخروج منها، حتى لم يعد فيها من أهلها إلا العشرات بسبب الصراع بين العثما نيين والها شميين ، وأجبر فخري باشا ـ الحاكم العثما ني ـ معظم أهلها على الرحيل ليقاوم خصومه حتى لم يبق منهم سوى عشرات الأ فراد.
ـ ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى وخروج العثما نيين؛ عاد إلى المدينة عد د من أهلها، واستقر الباقون في الأماكن التي هاجروا إليها.
ـ وعندما بدأ العهد السعودي أخذت المدينة بالنمو والازدهار، وارتفع عدد السكان تدريجياً، وعاد إليها كثيرون من أهلها المهاجرين، ووصل العدد في عام 1391هـ إلى 137 ألف نسمة، وبدأت القفزات الواسعة في أعداد السكان.
الســـــكــان حــاليــــــاً
شهدت المدينة المنورة ـ وسائر منا طق المملكة العربية السعودية ـ تطوراً وازدهاراً كبيرين في العقود الثلاثة الأخيرة، وتضاعف عدد سكانها عدة أضعاف، فبلغ حسب إحصاءات عام 1420هـ 856 ألف نسمة ينتمون إلى قبا ئل وأعـراق مختلفة، بعضهم من أهل المدينة المقيمين فيها منذ قرون طويلة، وبعضهم من الوافدين إليها من أنحاء المملكة، وبعضهم من القا د مين من البلاد العربية والإسلامية للعمل، ويتوزع السكان في ثلاث دوائر عمرانية مركزها المسجد النبوي الشريف، ومحيطها الأخير خلف جبل أحد شمالاً وذي الحليفة (آبار علي) غرباً وسد بطحان جنوباً والعا قول شرقاً.
ونتيجة للتطورات العمرانية توزع السكان على أحياء المدينة وتغيرت الكثافة السكا نية فيها، فتضاعـف في الأحياء الداخلية حول المسجد النبوي بسبب إعادة عمران المنطقة، والتوجه نحو تأمين مناطــق سكنية وتجا رية تخد م الزوار فيها، وازدادت في المنا طق التالية: قربا ن، وقباء، والحرة الشرقية، والحرة الغربية، إلخ...، وفي أطراف المد ينة مثل آبا ر علي، ومنطقة العاقول، ومنطقة سيد الشهداء.
وإضافة إلى المقيمين الدائمين في المدينة يفد إليها أعداد كبيرة من الزوار في المواسم، وخاصة في رمضان وذي الحجة، ويبلغ عددهم قرابة المليون،يمكثون فيها على د فعات متتالية، أياماً وأسا بيع قليلة ثم يعودون إلى بلادهم.
المناخ
يعتبر المناخ في المدينة المنورة بشكل عام جافاً، ويتميز بدرجات حرارة عالية تتراوح بين (30 ـ 45) درجة مئوية في الصيف، وبين (10 ـ 25) درجة مئوية في الشتاء، وتصل الحرارة إلى أعلى معدلاتها في الفترة من (يونيو / حزيران) إلى (سبتمبر / أيلول). وتسقط معظم الأمطار في (نوفمبر / تشرين الثاني، ويناير / كانون الثاني، ومارس / آذار، وإبريل / نيسان) ويبلغ أقصى معدل سنوي للأمطار
2،12 مم وذلك خلال شهر إبريل، ويقدر متوسط المعدل السنوي لسقوط الأمطار على المدينة حوالي 94,3 مم، ونادراً ماتسقط الأمطار في فصل الصيف.
ـ أما الرطوبة فهي منخفضة في معظم أوقات السنة، ومتوسط معدلها (22%)، ترتفع في فترات سقوط الأمطار إلى (35%)، وتنخفض في فصل الصيف لتصل إلى حوالي (14%).
وتهب على المدينة عادة رياح جنوبية غربية، وهي في الغالب حارة جافة، ويبلغ متوسط سرعتها ((5 ـ 8)) عقدة في الساعة، وتعد رياحاً هادئة.
الجيولوجيا
تقع معظم المنطقة المبنية في المدينة القديمة في تجويف رباعي يمتد نحو الجنوب وتحده الصخور البازلتيه من الشرق والغرب والجنوب. وتوجد عدة تكوينات جيولوجية حول التجويف الرباعي منها تكوين شمر من الصخر الريوليت (sr) الذي يعود إلى ما قبل الكمبرى. وأحياناً تختلط هذه الصخور مع مسكوبات بركانية وأحجار مسامية من الرماد البركاني وأحجار الشظايا الأفقية المتلاحمة. وهناك تكوين الشست السرسايتي والكلوريايتي (sc) الذي يتألف من الشست والكلورايت.
أما التكوين الرباعي (qu) فيتألف من الحصباء والرمل والطّمْي والغِرْين أو الصلصال، والذي نشأ أساساً من تفتت الصخور المنقولة إلى الوديان من التكوينات البركانية القديمة وتكوينات ما قبل الكمبرى. وقد توجد هذه التكوينات فوق الصخور الكلسية في بعض المناطق والتي تعرف محلياً باسم "الجصة".
ويوجد في غرب المدينة المنورة مجموعة من الصدوع على هيئة أنصاف دوائر. ويكون اتجاه وانحدار هذه الصدوع نحو الشرق والجنوب الشرقي. كما يوجد في شمال المدينة عدد من السباخ الملحية ذات الرمل والصلصال الطيني غير الملائم للزراعة مباشرة.
وفي أقصى غرب المدينة وفي شمال جبل "أحد" توجد تكوينات الأندسايت القديمة (ha) والتي تضم التراكيت وبعض الرايولايت والفونولايت. وتوجد في أقصى جنوب المدينة تكوينات ثلاثية ورباعية (رضي الله عنه) من البازلت والأندسايت التي تتضمن بعض المسكوبات والفينوكرايست والزبرجد الزيتوني واللبرادورايت والايبرويت والكلورايت والزيوليت. وتنتشر هذه التكوينات في المنطقة التي يطلق عليها اسم "حرة رهاط" مع امتدادات نحو الشمال على شكل أذرع تطوق التجويف الرباعي نحو الشرق والغرب.ويمكن الملاحظة أن الذراع الغربي "الحرة الغربية" أضيق من الذراع الشرقي "الحرة الشرقية" والذي يمتد بشكل أكبر نحو الشرق موازياً للسهل الشمالي.
ويعتقد بأن أحدث المسكوبات البركانية في المدينة المنورة حدثت في القرن السابع الهجري. وتوجد هذه المسكوبات على هيئة طبقات فقاعية من خبث البراكين المختلطة بالصلصال الأصفر والأبيض. وتوجد هناك أيضاً طبقات سميكة من البازلت يصل عمقها إلى 200متر في بعض المناطق في جنوب المدينة. كما يوجد الغرين شبه البازلتي في مناطق كثيرة ما عدا القمم القاعدية.
التربة
تتألف الطبقة السطحية في المدينة المنورة من الغرين أو الطمي، أو الرمل الحصوي بالإضافة إلى الصخور الجرداء، وفي جنوبي المدينة ينعدم الرمل بسبب تواجد الصخور القديمة والتي تتحول إلى طمي بفعل التعرية العادية، وقد جعل هذا الأمر منطقة جنوب المدينة أكثر فاعلية للزراعة من شماليها فيما عدا مناطق الصخور الجرداء. كما أن معظم المنطقة المبنية في قلب المدينة تقع على تربة ثقيلة النسيج، ودرجة ملائمتها للزراعة متوسطة حيث كانت تتخلل مبانيها المزارع الواسعة حتى الثمانينات من القرن الهجري الماضي (الستينات من القرن الميلادي الحالي). وفيما يلي توضيح لأنواع التربة في المدينة المنورة:
1- تربة صلصالية ثقيلة:
وتوجد هذه التربة جنوبي المدينة في منطقة "قباء والعوالي وقربان" وتحتوي على بعض الأملاح، ولكن من السهل استصلاحها. وتغطي هذه التربة 1192 هكتاراً، أي 19.1 في المائة من مساحة الأراضي غير الصخرية في المدينة المنورة.
2- تربة صلصالية خفيفة صفراء:
وتوجد في مناطق مثل "العيون وسيد الشهداء" في شمالي المدينة. وتحتوي على بعض الطفل، ولهذا فهي ملائمة للزراعة. وتغطي هذه التربة 408 هكتارات أي 6.5 في المائة من المساحة الكلية للأراضي غير الصخرية في المدينة المنورة.
3- التربة الغرينية:
وتوجد على جوانب الأودية، وفي بطونها مثل العقيق وقناة. وهي تربة تجدد خصوبتها مع كل فصل ممطر ولكنها غالباً ما تكون مهددة بالانجراف نتيجة السيول في الفصول غزيرة الأمطار مما يجعل قطاعاتها الرأسية صغيرة. وكثيراً ما يستغل مزارعو المنطقة هذه التربة لاستصلاح مزارعهم البعيدة عن مجاري الأودية. وتغطي هذه التربة 55 هكتاراً أي 0.9 في المائة من المساحة الكلية للأراضي غير الصخرية في المدينة المنورة.
4- تربة رملية:
يسود الرمل الحصوي في هذه التربة وتوجد في غربي المدينة في منطقة "آبار علي" وفي شمال غربي المدينة في منطقة "الجرف" حيث يزداد عمق التكوينات الرملية. وهذه التربة غير قابلة للزراعة نظراً لعدم توافر الطمي والطفل، وشدة مساميتها التي تساعد على تسرب الماء بعيداً عن جذور النباتات. وتغطي هذه التربة مساحة 3786 هكتاراً. أي 60.7 في المائة من المساحة الإجمالية للأراضي غير الصخرية للمدينة المنورة.
5- تربة ملحية:
ويوجد هذا النوع من التربة في منطقة تمتد بين شمالي جبل سلع وجنوبي منطقة العيون. وتتميز هذه المنطقة بانخفاضها، ولهذا تتجمع فيها مياه الأمطار لتتبخر بعد الفصل الممطر تاركة الأملاح على سطحها مما يجعلها غير صالحة للزراعة. وكانت هذه التربة حتى وقت قريب غير صالحة للعمران أيضاً نظراً لرخاوتها وحاجة المباني إلى أساسات عميقة لم تكن ممكنة في السابق. وتغطي هذه التربة 800 هكتار، أي 12.8في المائة من المساحة الكلية للأراضي غير الصخرية في المدينة المنورة.
المصدر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
المرهـ هدي المدينهـ المنورهـ والمرهـ الجايه جدهـ